الأخوان الشيخان/ سليمان و حمد أبناء محمد بن عبدالرحمن الذكير رحمهم الله.

ولدا في عنيزة

من رموز أسرة اَل الذكير أهل الكرم الحاتمي والضيافة في مدينة البصرة أبناء أخو الشيخ/ مقبل بن عبد الرحمن الذكير (الملقب بفخر التجار)، و كما يلقبون بالأعمام و هما الأخوان الشيخان/ سليمان و حمد أبناء محمد بن عبدالرحمن الذكير رحمهم الله.  يطول الحديث عنهم ويحتاج إلى كتب ومجلدات لكن نختصر قدر المستطاع.

 

كانت عادة أهل عنيزة وأهالي نجد عند زيارة البصرة أن يزورون الأعمام, العم الشيخ/ سليمان بن محمد الذكير وأخاه حمد بن محمد الذكير رحمهم الله في دكانهما, وكما جاء في كتاب الوالد ووزير المعارف السابق الدكتور/ عبدالعزيز الخويطر رحمه الله: "أنهما من أكبر الأسر النجدية الثرية في البصرة, وأغلب الوافدين ينزلون ضيوفاً عندهم, خاصة إذا كانت إقامتهم طويلة للعمل هناك أو للبحث عن عمل" و يوضح حفظه الله لوصفه إياهم "ببيت الذكير" لوجبات الأكل والنوم للضعفاء,  وللذين على جناح سفر و القادرون, فإنهم يمرون للسلام, ولكن "الأعمام" يصرون على دعوتهم للغداء أو العشاء".

 

الشيخان سليمان وحمد أبناء محمد بن عبد الرحمن الذكير، لهم تجارة واسعة جداً في البصرة وغيرها، فكان أشهر بيت تجاري في العراق هو بيت الذكران، ولهم عقار في العراق كثير جداً.

 

وصفهم الكاتب السياسي العراقي كاظم فنجان الحمامي بمقالته المنشورة في مجلة دنيا الوطن في 13 يناير 2014 م: "بيت من بيوت البصرة اَل الذكير أنموذجاً". وصفهم بالبيت الشريف، حيث انفردت البصرة منذ تأسيسها بمكوناتها السكانية المتشعبة الجذور، وتميزت بمجتمعاتها العريقة المنبع، فحملت من المسميات العشائرية ما كان يتماشى مع التصنيفات العربية المتداولة عبر مراحلها التاريخية المتعاقبة، كالقبيلة والفريج والعشيرة والفندة والفخذ والجماعة والحمولة والطائفة، لكنها استقرت في الغالب على اصطلاح بيت في إشارة إلى البيت الشريف الذي اشتهر بالجود والكرم، وعرفه الناس بخصاله الطيبة الأخرى ويشير إلى بيت اَل الذكير. الشيخ سليمان بن محمد الذكير المولود في عنيزة عام 1875 م جاء إلى الحي في العراق، من ضواحي مدينة الكوت العراقية، عام 1886م، واشتغل مع أشقائه، زيد، وعبد العزيز. ثم انتقل إلى البصرة عام 1892م ,لكنه استبدل خطوط القوافل البرية عام 1895م بخطوط السفن البحرية, المترددة بين موانئ الهند وموانئ البصرة, ثم فتح مكتبه التجاري الأول في البصرة عام 1897 م. أما شقيقه الشيخ حمد بن محمد الذكير، المولود في عنيزة, فقد جاء إلى العراق بعد مجيء أخوه بقرابة سبع (7) سنوات، في عام 1893 واشتغل مع أشقائه في عالم التجارة، متنقل بين (الحي) في الكوت، وسوق الشيوخ في ذي قار، وقلعة صالح في (العمارة) والزبير في البصرة.

 

كان الشيخ حمد بن محمد الذكير، رمزًا من رموز العدل والإنصاف والمروءة والحياد في المنازعات المتأججة بين الخصوم، تأخذ برأيه المحاكم الشرعية، وتستشيره العشائر المتناحرة لحل الخصوم، وكان مرجعًا عرفياً وإنسانياً، يحل مشاكلها المستعصية. تذكر المراجع التاريخية أن الشيخ سليمان بن محمد الذكير رحمه الله، كان في غاية الوداعة وسعة البال، لا تفارقه الابتسامة، بينما الشيخ حمد كان صارماً متقيداً بتنفيذ الأحكام والضوابط، لكنهم لم يتكبروا يوماً من الأيام على أحد، ولم يتعاليا على الناس. توسعت أعمالهم في البصرة، وأحرزوا سلسة من النجاحات المتواصلة، في المجالات التجارية والملاحية والزراعية والثقافية والاجتماعية. شيدوا مجموعة كبيرة من المساجد والمدارس ودور الأيتام على نفقتهم الخاصة، وظلت اَثارهم شاهدة على كرمهم وإحسانهم حتى يومنا هذا. كانوا قدوة للتجارة في الصدق والأمانة وحسن التدبير، وكانوا عنواناً من عناوين البساطة والتواضع على رغم من ارتفاع مواردهم المالية. لهم أملاك وعقارات كثيرة منها المشيد في أرقى ضواحي بغداد والبصرة والعمارة والناصرية، ولهم مكاتب في عموم الموانئ الخليجية وفي الشرق الأوسط.

رحمهم الله رحمة واسعة فسيرتهم عطرة.

صورة لجامع الذكير في الزبير

--------

صورة لمدرسة النجاة الأهلية التي أسسها فضيلة الشيخ محمد أمين الشنقيطي من موريتانيا عام 1920م, ويجاورها مسجد الذكير الذي تأسس عام 1920. علماً أن الشيخان سليمان وحمد الذكير من أبرز المساهمين والمؤسسين لمدرسة النجاة والتي أخرجت أجيالاً متميزة جداً في تلك المرحلة. 

--------

صورة الشيخ حمد الذكير مع مفتي القدس (خلفه) عند زيارته للعراق

--------

صورة لجامع الذكير في الزبير الذي تأسس عام 1920م